اسلاميات

حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان

حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان ، ورد فيه أنه إذا كان الكلام الجنسي مجرد كلام ولم يؤد إلى الإنزال فالصيام صحيح. ولكن القيام بهذا الفعل من مكروهات الصيام ولابد على المسلم الصبر والنية الصادقة في إتمام الصيام إيمانًا واحتسابًا.

حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان ، فيه روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :”الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها” ومعنى (لا يرفث) أي لا يتكلم في الجنس، فهذا أدب من آداب الصيام، ينقص أجره لكنه لا يبطله.

حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان ، ينبغي للمؤمن أن يصون نفسه عمَّا حرم الله، ولا سيما الصائم يصون صيامه من الغيبة والنَّميمة والمشاتمة وغير هذا مما يقدح في الصوم؛ لأنَّ المقصود هو ترك المعاصي، والإقبال على الله بالاجتهاد في طاعته، وحفظ الجوارح عمَّا لا ينبغي، ليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب، المقصود الصوم عن محارم الله، وأن يكون ترك الطعام والشراب وسيلة لغير ذلك من أعمال الخير، والتَّحفظ مما حرَّم الله، والبُعد عن كل ما يُغضب الله.

حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان ، فالصائم مأمور بأن يكفَّ جوارحه عن محارم الله، فيحفظ لسانه عمَّا لا ينبغي، ويحفظ جوارحه كلها عمَّا لا ينبغي؛ ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: الصيام جُنَّة يعني: سترة وحاجز من النار لمن صانه وحفظه، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب يعني: لا يُجامع، ولا يأتي الرفث من القول: الرديء، ولا يصخب لا يتكلم بما لا ينبغي، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم، يعني: إن اعتديت عليَّ لا أُقابلك، لا أُكافئك على ما قلتَ من السبِّ؛ لأني صائم، والصائم منهيٌّ عمَّا لا ينبغي.

الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان

الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان ، يتحدد حسب علاقة الزوج بزوجته في نهار رمضان، تختلف من زوج لآخر، فهناك من يتجنب زوجته مخافة أن يقع في المحظور، وينقسم الرجال في هذا الأمر إلى صنفين، صنف لديه القدرة على أن يلتزم في معاملته لزوجته في نهار رمضان، ونوع آخر يعتبر أنها حلاله، وله الحرية في ملامسة زوجته أو تقبيلها، وكل حسب قدراته، وحسب إيمانه، وأكد العلماء أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يقبل أزواجه.

الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ»..«أي حاجته»، ولكن قالوا إن هذا الحديث من خصوصيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، «للرحمة وليس للشهوة»، وأضاف العلماء أن هناك نوعا من الرجال قادرا بقوة على التحكم في مشاعره في نهار رمضان نحو زوجته، ونوع آخر لا يستطيع التحكم في نفسه، وغير قادر على السيطرة على مشاعره، فهذه طبيعته، فلا ضرر ولا ضرار، ومن هنا نجد أن هناك خطرا في الملامسة؛ لأنها ستكون مقدمات لأن يطأ الرجل زوجته في نهار رمضان، ولذا حذر العلماء من أن يقترب هذا النوع من الرجال «غير القادر على السيطرة على مشاعره» من زوجته أثناء صيامه، حتى لا يقع في المحظور، ومن هذا فالعلاقة بين الرجل زوجته في نهار رمضان لها ضوابط.

الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان ، وفيه يجب أن يبتعد الصائمون عن مقدمات الشهوة، من باب سد الذرائع، مثل الكلمة التي تحمل إيحاءات معينة، أو النظرة الشهوانية، مصداقا لقول النبي، صلى الله عليه وسلم، «.. يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» – متفق عليه، فالصوم إمساك عن «شهوتي البطن والفرج»، وربما تكون القبلة من مقدمات الشهوة، «وخاصة المتزوجين والمتزوجات حديثا»، فقد كرهها فريق من العلماء للصائم، وأباحها له إن كان «يملك نفسه»، ولا تستثيره هذه القبلة، فإن كانت تستثيره كرهت مخافة إفساد الصيام، وذهب فريق من العلماء –ورأيهم هو الراجح- التفريق بين من يملك نفسه عند التقبيل، فيكره في حقه، سدا للذريعة إلى إفساد صومه، وإن كان يأمن على نفسه من ذلك، وبين من لا يملك نفسه عند ذلك فيحرم التقبيل بالنسبة له، لأن التقبيل مفسد للصيام مبطل له.

الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان ، قد نهى الله تعالى عن إبطال المرء لعمله، فقال تعالى: «ولا تبطلوا أعمالكم»، فكل سبب يفضي إلى إبطال العمل فهو محرم شرعا، ويدل على أن الحكم منوطٌ بخشية ثوران الشهوة، ما روي عن أبي هريرة: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب”، ومن ثم فإن الرخصة كانت عند أمن الشهوة في التقبيل، وكان المنع عند عدم الأمن من ذلك، وقد قالت عائشة، إن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان يقبل وهو صائم، وكان أملككم لإربه»، وهذا بيان أن الحكم يناط بمدى ثوران الشهوة عند التقبيل، قال ابن قدامة: «إن المقبل إن كان ذا شهوة مفرطة، بحيث يغلب على ظنه أنه إذا قبّل أنزل، لم تحل له القبلة، لأنها مفسدة لصومه، فحرمت عليه كالأكل»، وإن كان ذا شهوة لكنه لا يغلب على ظنه ذلك، كره له التقبيل، لأنه يعرض صومه للفطر، ولا يأمن عليه الفساد.

هل الكلام مع الزوج يبطل الصيام

ورد أن تبادل عبارات الحب والغزل بين الزوج والزوجة في شهر رمضان، هو شرع محلل ولا يبطل الصيام. لكن من المهم أن لا تتضمن هذه العبارات أي معانِ حميمية، من شأنها إثارة المشاعر، كما يجوز للزوجة معانقة زوجها أم الإمساك بيده في رمضان، كونها تصرفات تظهر الحنان بين الشريكين وليس أكثر، وعلى الزوجة الإمتناع عن زوجها عند ممارستها لواجب الصوم في شهر رمضان المبارك.

هل نزول الشهوة يبطل الصيام

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال: «هل الماء النازل من المرأة بسبب تحرك الشهوة يبطل صومها؟» ، أن الذي يخرج من الفرج عند تحرك الشهوة إما أن يكون منيًّا أو مذيًا؛ فإن كان الخارج من الفرج منيًّا -وهو ماءٌ أصفر رقيق يخرج عند اشتداد الشهوة وبنزوله تنقضي الشهوة-، وأحست المرأة بقوة الشهوة واللذة وقت خروجه، وبالفتور بعده؛ فمن المقرر شرعًا أن إنزال المنيِّ باختيار الصائم ولو بلا جماع -كالاستمناء باليد، أو باللمس والتقبيل ونحوهما- يبطل الصيام؛ سواء في ذلك الرجل والمرأة، وذلك باتفاق الفقهاء.

وأضافت في إجابتها عن هل نزول الشهوة يبطل الصيام ؟،  أن من فعل شيئًا من ذلك فأمنى وجب عليه القضاء فقط على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولا كفارة عليه، لكن يستغفر الله تعالى، ويرى المالكية على المشهور عندهم أنه يكون عليه القضاء والكفارة معًا إذا كان متعمدًا.

تابعت: أما خروج المني دون اختيار الصائم؛ كما لو احتلم أو أنزل بغير شهوة ولا مباشرة ولا فكر ولا نظر؛ فلا يبطل صومه باتفاق الفقهاء، أما إن كان الخارج من الفرج مذيًا -وهو ماءٌ أبيض رقيق لزج يخرج عند تحرك الشهوة-؛ فمذهب الحنفية والشافعية أن خروج المذي وإن كان عن قُبلةٍ أو لمسٍ أو نحوهما ليس من مبطلات الصيام، ويرى المالكية أن الصائم إذا قبّل أو باشر أو فكّر أو نظر فأمذى لشيءٍ من ذلك وجب عليه القضاء؛ سواء أدام هذا الفعل حتى نزل بسببه المذي أو لا.

وفيه انتهت إلى أنه إن كان ما وجدته المرأة من بللٍ في ملابسها ماءً رقيقًا أصفرَ، وأحست بقوة الشهوة واللذة وقت خروجه، وبالفتور بعده؛ فهو منيٌّ؛ فيبطل صومها حينئذٍ ويجب عليها القضاء، أما إذا كان البلل ماءً أبيضَ رقيقًا؛ فهو مذيٌ لا يبطل به صومها على ما ذهب إليه فقهاء الحنفية والشافعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock