معبد خنوم في الأقصر.. معلم سياحي عريق شاهد على عظمة الحضارة المصرية
على بعد نحو 55 كيلومترا من مدينة الأقصر من الجنوب تقع مدينة إسنا، التي تضم واحدا من أعرق المعابد المصرية الذي ما زال محتفظًا بعواميده الضخمة حتى يومنا هذا، بعد مرور قرون بل آلاف السنين على بنائه، وهو معبد خنوم في الأقصر الذي نستعرض تفاصيله وبعض المعلومات عنه وفقًا للخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر خلال حديثه لـ«الوطن».
معبد خنوم بالأقصر
في مدينة إسنا، يقع معبد خنوم في الأقصر، الذي تم تكريسه لعبادة الإله «خنوم»، ويصوره برأس الكبش، وهو «إله الخلق» وفقًا لعقيدة المصريين القدماء. بني المعبد في عهد الملك «تحتمس الثالث» في عصر الدولة الحديثة، وانتهى تشييده خلال الفترة البطلمية والعصر الروماني بين 40 و250 بعد الميلاد، وفق خبير الآثار المصرية.
وتابع «عامر» حديثه مستعرضًا تفاصيل المعبد، قائلا إنّ عرضه يبلغ 33.5 متر، وبعمق أسفل الأرض فى المدينة 16.5 متر، ويضم داخله نحو 24 عمودا، ويعتبر هو الوحيد المتبقي من 4 معابد كانت موجودة في إسنا، 3 منها شمال غرب المدينة، وقد أقام الملك «بطليموس فيلوماتور» المعبد الحالي على أنقاض معبد الملك تحتمس الثالث، واستمر البناء فيه لمدة 400 عام حتى أواخر العصر الروماني.
سر بناء معبد خنوم بالأقصر
أشار المتخصص في علم المصريات إلى أنّ معبد إسنا تم تكريسه لعبادة الثالوث «خنوم» و«نيت» و«منحيت»، ويرجع اكتشافه وتنظيفه من الرديم إلى عام 1843م، وذلك في أواخر عصر محمد على باشا، ونجد أن شكل المعبد عبارة عن صالة مستطيلة الشكل ذو واجهة ذات طراز معماري خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة في العصري اليوناني والروماني.
المعبد نفسه يبدأ بواجهة ذات طراز معماري شاع في العصور المتأخرة، يعرف باسم الأعمدة المتصلة أو الحوائط النصفية، إضافة إلى منظر ساحر يمثل عملية تطهير الإمبراطور بواسطة الإلهين «حورس» و«تحوت»، بأواني التطهير وبعلامات الحياة أمام الإله «خنوم»، ثم منظر قيادة إلهيّ الشمال والجنوب للإمبراطور إلى داخل المعبد والناحية الشمالية تمثل مناظر تتويج الإمبراطور.