منوعات

«إسماعيل» يبحث عن زوجته في الشوارع: «التواشيح الدينية بتونسني»

يبدو المشهد عاديًا، رجل يرتدي جلبابًا، يقف صامتًا على أحد الأرصفة بمنطقة الدقى، وبعد ثوان معدودة يعلو صوته بـ التواشيح الدينية، فيجذب الأنظار إليه من المارة خصوصًا طلبة المدارس، إذ ترتسم الدهشة والتعجب على وجوههم، فهو لا يبالي بالأمطار التي تتساقط بغزارة فوق رأسه، فلا يهمه سوى الغناء.

«الغنا هبة أعطاني الله إياها مقدرش أقوله لا».. يقول إسماعيل عبد الرحيم، 48 عامًا، الذي يعيش في غرفة صغيرة، بمنطقة إمبابة، أنه حاول العمل كثيرا لكن الحظ دوما لا يحالفه: «الأوضة اللي عايش فيها فقيرة وصغيرة، علشان كده بخرج طول النهار ألف وأشوف الناس أتونس بيهم، وأغني ليهم لما أحس أنهم محتاجين يسمعوا حاجة حلوة تهون عليهم، وبرجع لما رجليا تتعب، لأني من كتر الفقر اللي فيها الفيران بقت تعيش فيها معايا».

«إسماعيل» يبحث عن زوجته في شوارع القاهرة 

«ماذا بينك وبين الله.. هل لك صدقات تخفى لا يعملها إلا الله..يا عزيز يا حبيب يا الله».. مقتطفات من التواشيح الدينية التي كان ينشدها «إسماعيل»، ساردا خلال حديثه لـ«الوطن» أن والديه يساعدانه قدر المستطاع منذ الصغر وحتى الآن، رغم فقرهما المدقع:«نحن نعيش ببركة سيدي إسماعيل إمبابي وليس غيره»، ثم ينطلق في غناء التواشيح الدينية مرة أخرى بدون توقف وكأن عقله ذهب.

علامات الضعف والحزن تبدوعلى وجه إسماعيل

التضارب في حكايات «إسماعيل» تبدو عند الحديث عن زواجه، فيتحول إلى شخص آخر، تبدو علامات الضعف والحزن على وجهه، فزوجته ومعها 6 أطفال – بحسب روايته، خرجت ولم تعد منذ 3 سنوات، ولا يعلم عنها شيئا حتى الآن، رغم البحث المستمر منذ الغياب، رغبته الوحيدة أن يعرف سبب هجرتها لمنزل الزوجية: «نفسي أقابلها وأسألها هي مشيت ليه، بدور عليها في الشوارع، بقالي 3 سنين يمكن أشوفها، ومش عارف هي اختفت فين، ولو عرفت أكيد هاستريح وحتى ممكن أطلقها لو حابة، والغنا هو الحاجة الوحيدة اللي بتونسني في رحلة بحثي عنها»

إقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock