أخبار عالميةالاخبار

انكماش اقتصادي: 270 مليار «شيكل» خسائر الاحتلال حتى نهاية مارس الماضي

يُقال «كلنا فى الحرب خاسرون»، ولكن هناك من لا تعوض خسائره ولا تحصى، مثلما حدث فى قطاع غزة وأهلها، وهناك من تحصى خسائره فى تقارير وأرقام تؤثر على اقتصاده سنوات، وهو ما تعانيه دولة الاحتلال الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضى، إذ تعانى من خسائر فادحة فى اقتصادها، جراء تكاليف الحرب، سواء من خلال الإنفاق العسكرى، أو نتيجة استدعاء آلاف من جنود الاحتياط، مما أثر على الإنتاج بشكل كبير، فضلاً عن التعويضات المدفوعة للمتضرّرين، بجانب الخسائر البشرية بين صفوف جنود وضباط جيش الاحتلال.

إدخال 7209 عسكريين مراكز إعادة التأهيل و500 مجند يغادرون الخدمة بإصابات خطيرة

وفقاً لأحدث الإحصائيات، بلغت الخسائر البشرية أكثر من 600 قتيل من جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلى، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح بالغة الخطورة، فيما لا يزال نحو 268 عسكرياً يتلقون العلاج إثر إصابتهم فى معارك غزة، 26 منهم جراحهم خطيرة، كما تسبّبت الحرب فى إجلاء نحو 250 ألف إسرائيلى من مناطق جنوب وشمال دولة الاحتلال، بينهم نحو 40% لم يعودوا إلى منازلهم، حيث تم إيواؤهم فى 438 فندقاً ومنشأة إخلاء، وهو ما يُكلف نحو 6.4 مليار «شيكل»، أى نحو 1.8 مليار دولار، حسب بيانات حكومة الاحتلال.

ولم تقتصر الخسائر البشرية على القتلى والمصابين فى صفوف جيش الاحتلال، إذ بلغ عدد الجرحى والمصابين باضطرابات عقلية ونفسية أكثر من 7000 عسكرى، إذ استقبل جناح إعادة التأهيل 7209 مصابين، منذ السابع من أكتوبر الماضى. وأوضحت تقارير أن نحو 30% من المصابين الذين وصلوا جناح إعادة التأهيل، منهم 2111 مصاباً تطورت لديهم ردود فعل عقلية مختلفة، فيما أصيب نحو 60% برد فعل عقلى، ولا يزال التكيّف العقلى معضلة لدى 1267 مصاباً، فيما أوضحت الدراسات أن نحو 95% من المجندين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، ويخدمون ضمن قوات الاحتياط. وكشف استطلاع حديث للرأى، نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أن معظم الإسرائيليين يرون أن صحتهم الجسدية والعقلية «باتت أسوأ» مما كانت عليه قبل الحرب، إذ كان 61% من الجمهور يرون أن صحتهم العامة «جيدة جداً أو ممتازة»، فى حين يشير الاستطلاع الجديد إلى أن النسبة انخفضت إلى 46%، ومقارنة بالبيانات المجموعة فى وقت سابق من عام 2023، أظهرت البيانات قبل الحرب أن 8% فقط من المشاركين أفادوا بأن صحتهم العامة كانت «معتدلة أو سيئة للغاية»، أما الآن فإن 17% من الإسرائيليين يشعرون بهذه الطريقة، فيما تفاقمت نسبة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة إلى 35%.

أما عن الخسائر الاقتصادية، فقد أثّرت الحرب على النمو الاقتصادى فى المناطق الخاضعة لحكومة الاحتلال خلال آخر 3 أشهر من عام 2023، بشكل أكبر قليلاً مما كان متوقعاً، إذ كشف المكتب المركزى للإحصاء، فى ثالث تقرير له، أن الاقتصاد الإسرائيلى انكمش بنسبة تصل إلى 21% فى الربع الأخير من العام الماضى، على أساس سنوى، مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه، وجاء الانخفاض بنسبة 19.4% فى التقرير الأولى، الذى تم تعديله الشهر الماضى بنسبة انكماش بلغت 20.7%.

وأظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر 2023 حتى نهاية مارس الماضى، بلغت أكثر من 270 مليار «شيكل»، فيما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية أن كلفة الحرب اليومية، منذ 7 أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2023، بلغت مليار «شيكل» يومياً، بنحو 270 مليون دولار، قبل أن تنخفض خلال عام 2024، لتصل إلى 350 مليون «شيكل» يومياً، أى نحو 94 مليون دولار.

واضطرت حكومة الاحتلال إلى توسيع الموازنة العامة لعام 2024، حيث بلغت 584 مليار «شيكل»، بنحو 158 مليار دولار، بزيادة قدرها نحو 14%، مقارنة بحد الإنفاق الأصلى، الذى تم تحديده فى العام الماضى، كجزء من ميزانية عامى 2023/ 2024، ولمواجهة التكلفة الباهظة للحرب، تمّت زيادة الميزانيات المخصّصة لوزارة الأمن عبر إضافة 30 مليار «شيكل»، أى نحو 8.1 مليار دولار، وبذلك بلغ الحجم الإجمالى لميزانية الأمن، خلال الحرب، نحو 100 مليار شيكل، نحو 27 مليار دولار، بجانب ارتفاع ديون الدولة لتصل إلى 62% من الناتج المحلى الإجمالى، بعد أن كانت نسبتها نحو 59% فى عام 2022/ 2023، فيما بلغ حجم عجز الموازنة حتى نهاية مارس الماضى، نحو 6.2% من الناتج المحلى الإجمالى، وسط توقعات باستمرار عجز النمو الاقتصادى بنسبة تبلغ نحو 6.6% بنهاية عام 2024، وفق بيانات المحاسب العام بوزارة المالية فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى.

 

 


المصدر
source
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock