منوعات

جروبات المشاكل النفسية والفضفضة على السوشيال ميديا.. خراب أم علاج؟

«مش لوحدك – للمشاركة والدعم النفسي»، «بيت الاستشارات النفسية والاجتماعية»، «العيادة النفسية»، وغيرها، أسماء لمجموعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا تدعو المشاركين فيها، للحديث عن مشكلاتهم النفسية، إذ يقوم أعضائها بتقديم آرائهم في المشكلة المعروضة، دون تأهيل أكاديمي أو نفسي.

الوسواس القهري والاكتئاب، من أبرز المشكلات التي ينطلق كل من «هب ودب» للحديث عنها دون رقابة، مما قد يعرض هؤلاء المرضى للمزيد من الخطر عند إطلاعهم على ردود غير المتخصصين في مجال العلاج النفسي، عبر  مواقع التواصل الاجتماعي.

التفكير في الانتحار

وصف شخص نفسه في أحد تلك المجموعات، بالمكتئب الذي تحول لبقايا إنسان:«جوايا حرب نفسية.. أيامي كلها شبه بعض مفيش حاجة بتحصل حلوة.. كتير فكرت في الانتحار وياما قعدت على الشباك في الدور السادس ودلدلت رجلي وبصيت لتحت.. عايز أخلص من كل ده»

وكانت أكبر أمنية لمراهقة دون العشرين هو مفارقة الحياة والانتحار:« أنا في 3 ثانوي.. بكره نفسي وحاولت انتحر كذا مرة لان ماما بتعاملني وحش وعلطول عصبية معايا وبتزعقلي.. أنا ماليش لازمة».

الرهاب الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس

عاني البعض الآخر من الشعور بالرهاب الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس:«أنا شكلي مش حلو وده مسببلي عدم ثقه في نفسي بشكل كبير والبعد عن الناس.. عارف إن أغلبكم هيقولي خلقه ربنا والراجل مش بشكله بس أنا نفسيتي مش حلوة.. ازاي أقدر اتخطي الموضوع ده وأعيش حياتي عادي».

المعاناة من الوسواس القهري 

طلبت «مُشاركة» تعاني الهلاوس والخيالات المزعجة الحل من أعضاء أحد تلك المجموعات :«حاسة دايمًا أن فيه حاجة وحشة هتحصلي، زي ما يكون فيه فيضان هيغرق العالم كله ممكن حد ينصحني».

وعبر مشارك آخر عن شعوره بالاختناق الذي يكاد يقتله بسبب أفكاره:« طول ما أنا في الشارع  أو في أي مكان عام حاسس إن في عين مش سايباني، مركزة مع كل حاجه بعملها ودا شئ بيكون مقيد حركتي و تفاعلاتي.. محتاج مساعدة».  

ردود مجهولة الهوية 

من بين الردود على تلك المشكلات؛ جاءت عروض من بعض الأشخاص مجهولي الهوية للمساعدة في العلاج دون مقابل مادي وفي سرية تامة:« مجاني، أي حد عنده مشكلة أو استفسار هرد عليه فورا، عندي علاج مبتكر لحل المشاكل النفسية سواء وسواس قهري، إدمان انطواء اكتئاب والاضطرابات الجنسية والشذوذ».

إخصائية نفسية: لابد من تفعيل قانون رادع

قد تؤدي تلك المجموعات على «فيسبوك» إلى انهيار الأسرة المصرية وزيادة الأمراض النفسية والانتحار، وذلك بحسب ما أوضحته دكتورإيمان الريس أخصائي نفسي ومدربة تعديل سلوك، قائلة لـ«الوطن»:« أي حد بيعاني من مشكلة نفسية أو عنده ميل للاكتئاب يلجأ للطبيب النفسي فقط، علشان يشخص حالته صح ويحطله خطة علاجية ملائمة لحالته».

وتابعت: «من هنا يجب  التفرقة بين الطبيب النفسي والمعالج أو الاستشاري النفسي، الحالة الوحيدة اللي ممكن يلجا فيها الشخص لاستشاري هي المشاكل الأسرية فقط وليست النفسية، لأن الطبيب النفسي هو الشخص الوحيد الذي يمكنه التعامل مع الأمراض النفسية وإعطاء الدواء النفسي». 

وطالبت بضرورة تفعيل قانون رادع لوقف تلك الممارسات الغير مدروسة:«لازم ناخد بالنا كويس إحنا بناخد معلوماتنا منين، ومنتواصلش مع أي شخص كاتب أنه معالج نفسي بالمجان لأننا بكدة بنزود مشاكلنا وبنعرض نفسنا للاستغلال».


الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock