منوعات

«جورج» موهوب بالفطرة وحرمه مجموع الثانوية من الفنون الجميلة: طموحي لم يتوقف

جورج ألبرت، شاب موهوب من مركز ملوي، في جنوب محافظة المنيا، مبدع في النحت، رغم أنه ليس خريجا من كلية الفنون الجميلة، ولم يتلقَ تدريبا في هذا المجال.

وُلد جورج موهوبا بالإبداع في فن النحت، حيث تجري جينات الفراعنة في أصله، لذا برع في نحت التماثيل الرائعة على سطح منزله البسيط المتاخم للحقول، فهو يعيش في منطقة تمتلك العديد من الآثار التاريخية، ما يؤدي إلى تعزيز حبه وعشقه لفن النحت، لكونه موهوبا بشكل لا يمكن إنكاره، ويستحق دعما وتشجيعا لتطوير مهاراته وإبداعاته.

 

نحت تمثال لسيدة أفريقية تحمل طفلًا

يقول جورج ألبرت لـ«الوطن»: أبلغ من العمر 20 عامًا، وأعيش في قرية البرشا في شرق النيل بمركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، وقد تحول منزلي البسيط إلى معمل للنحت، حيث نحت تمثالا لسيدة أفريقية تحمل طفلًا، دون أن أتعلم النحت في كلية الفنون الجميلة.

ويعبر جورج عن شغفه بالنحت بقوله: «أنا أعمل على تنفيذ كل ما يخطر على بالي وأتحدى نفسي للوصول إلى الشكل الذي أريده، بغض النظر عن صعوبته، ورغم حلمي في أن أصبح طالبا في كلية الفنون الجميلة، إلا أن نتيجة الثانوية العامة حالت دون تحقيق هذا الحلم، فأصبحت طالبا في كلية الخدمة الاجتماعية».

وأضاف «جورج»: «أعمل بجد وإصرار في منزلي البسيط لتحويله إلى معمل للنحت، وذلك لشغفي الشديد بفن النحت، حيث أنحت التماثيل، وأسعى جاهدا لتحقيق أفكاري وتطوير مهاراتي الفنية».

 

فكرة الالتحاق بكلية الفنون الجميلة توقفت.. وموهبة النحت لم تتوقف

وقال جورج: «رغم أن فكرة الالتحاق بكلية الفنون الجميلة توقفت، إلا أن فكرة النحت لم تتوقف في رأسي، وكل يوم تزداد تلك الفكرة قوة في مخيلتي، حتى قررت شراء الطين الأسواني والبدء في تنفيذ الأفكار التي تتولد في خيالي».

وعن تمثال السيدة الأفريقية الحامل لطفلها، أوضح جورج، «بدأت فكرة نحت تمثال المرأة الأفريقية عندما فكرت في إنشاء عمل فني به الكثير من التفاصيل، لذلك قررت نحت المرأة الأفريقية وهي حاملة لطفلها، وكلاهما يتبادلان نظرات عميقة تجذبك للغوص في تفاصيل العمل الفني».

وبعد 10 أيام من العمل المتواصل، واستخدام الطين الأسواني، انتهيت من نحت التمثال الذي يبلغ طوله 190 سم، ونشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم أتوقع رد فعل الناس الإيجابي تجاه عملي، فالفن موهبة تستدعي الإبداع والتميز، وليس بالضرورة الحصول على تعليم أكاديمي، بحسب جورج.

وأبهر جورج ألبرت الجميع حينما استطاع أن يجعل منزله البسيط معملا للنحت، وأن يتحول المنزل إلى معرض لعرض أعماله الفنية التي حظيت بإعجاب العديد من المتخصصين في هذا المجال، والمدهش أن جورج استطاع أن يحول الموهبة الفطرية للنحت التي يمتلكها إلى عمل فني رائع، وأن يجعل منزله المتواضع مكانا لعرض تلك الأعمال الفنية الجميلة.

ويحفز جورج الآخرين لتطوير مواهبهم والتعبير عنها بكل إبداع وشغف، دون الحاجة إلى التعليم الأكاديمي في هذا المجال، حيث ناشد الجميع بمواصلة العمل لتحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم الفنية، وإظهار إبداعاتهم ومواهبهم، وذلك بغض النظر عن مكان تواجدهم أو الظروف التي يعيشون بها، فالموهبة الفطرية والشغف الشديد يمكنهما أن يشكلا أساسا قويا لتحقيق النجاح في أي مجال فني، وهو ما يجسده جورج بكل تفان وإتقان في عمله الفني، مؤمنا أن الفن هو مجال يمكن للجميع أن يتميزوا فيه من خلال الإبداع والتميز، ويجعل العالم أكثر جمالا وروعة.


الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock