أخبار عالميةالاخبار

رفض غربى- أوكرانى لتصريحات روسيا حول «القنبلة القذرة»

توالت التصريحات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والأوكرانية تعليقًا على اتهام روسيا لكييف بالسعى لاستعمال «القنبلة القذرة» فى إشارة إلى القنبلة النووية المحدودة، حيث أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فى بيان مشترك رفضها تلك المزاعم، محذرة موسكو من استخدام أى ذريعة لتصعيد النزاع.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، فى بيان مشترك مع بريطانيا وفرنسا، أمس: «لقد أوضحت بلداننا أننا جميعًا نرفض المزاعم الكاذبة لروسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها»، كما شددت على رفضها أى ذريعة للتصعيد من قبل روسيا. وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، أدريين واتسون، وصفت تصريحات موسكو التى اتهمت فيها أوكرانيا بالاستعداد لاستخدام «قنبلة قذرة» ضد القوات الروسية، بالخاطئة، واعتبرت أن «العالم لن يكون غبيًا فى حال جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد».

وجاءت تلك التصريحات بعد أن حذر وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، خلال محادثات هاتفية أمس الأول مع نظرائه البريطانى والفرنسى والتركى، من استفزازات تعد لها كييف ومساعٍ لاستخدام «القنبلة القذرة».

كما رفض الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الاتهامات الروسية، معتبرًا أن موسكو أعدت العدة مسبقًا على ما يبدو. وقال إن روسيا تهدد العالم «بكارثة إشعاعية» فى محطة زابوريجيا النووية التى استولت عليها، كما تحدث عن تهديد موسكو بتفجير سد كبير جنوبى أوكرانيا، وشدد على أن «العالم يجب أن يتصرف بأشد طريقة ممكنة».

من جانبنه، صرح وزير الخارجية الأوكرانى، ديميترى كوليبا، بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سترسل خبراءها إلى كييف عقب اتهام روسيا لكييف حول «القنبلة القذرة»، وأضاف أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، وافق رسميًا على دعوته لإرسال خبراء على وجه السرعة إلى منشآت سلمية فى أوكرانيا، وأكد كوليبا: «ليس لدينا ما نخفيه».

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضى الأوكرانية فى 24 فبراير الماضى، تصاعدت المخاوف من توسع النزاع، وإمكانية اللجوء إلى السلاح النووى، بعد أن لوح الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، بإمكانية استعمال القنبلة الذرية فى 21 سبتمبر الماضى لتأمين المناطق التى ضمتها موسكو من أوكرانيا إلى سيادتها، وأكد بوتين حينها أنه مستعد لاستخدام «كل الوسائل» فى ترسانته ضد الغرب، إذا تعرض أمن وأراضى بلاده للخطر، فى إشارة فسرها العديد من الخبراء الغربيين على أن المقصود بها الأسلحة النووية التكتيكية.

من جهة أخرى، اتهمت الحكومة الأوكرانية روسيا بعرقلة تنفيذ اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن «روسيا تعرقل عمدًا التنفيذ الكامل لمبادرة الحبوب، ونتيجة لذلك فإن الموانئ الأوكرانية لم توظف إلا نسبة 25 إلى 30% من طاقتها منذ بضعة أيام»، وأضافت سلطات كييف أن 7 سفن محملة بالحبوب أبحرت من موانئها، أمس الأول، متجهة إلى آسيا وأوروبا، داعية إلى تجديد الاتفاق وسط مخاوف من رفض موسكو.

ومن بين السفن التى غادرت أوكرانيا، أمس الأول، سفينة استأجرها برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة تحمل 40 ألف طن من القمح من ميناء تشورنومورسك ومتجهة إلى اليمن، ورحب الرئيس الأوكرانى بنقل تلك الشحنة، وقال: «من المهم للغاية أن السفينة السادسة أبحرت، وهى محملة بمواد غذائية فى سياق برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة». مضيفًا أن «هذه السفينة متجهة إلى اليمن. فى حين أن إثيوبيا واليمن وأفغانستان حصلت بالفعل على مواد غذائية بفضل صادراتنا وبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة». من جهتها، قالت وزارة البنية التحتية إن السفن السبع التى تحمل 124300 طن من المواد الغذائية غادرت من موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفدينى.

وفى المقابل، أثارت موسكو شكاوى بشأن تنفيذ الاتفاق، واتهمت الدول الغربية بعدم إرسال الحبوب إلى الدول الفقيرة والمحتاجة، كما أثارت شكوكًا حول ما إذا كانت ستوافق على تمديد الاتفاق، بعد موعد انتهائه فى 19 نوفمبر المقبل، وهددت بإعادة تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وموظفيه إذا أرسلوا خبراء إلى أوكرانيا لتفقد طائرات مُسيرة تقول القوى الغربية إنها صُنعت فى إيران، وقال جينادى جاتيلوف، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فى جنيف، إن موسكو سلمت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تتضمن قائمة بالشكاوى.

ومهدت المبادرة، التى توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا فى يوليو الماضى، الطريق أمام أوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ المطلة على البحر الأسود، والتى أغلقت منذ انطلاق الهجوم الروسى، فى حين حصلت موسكو على ضمانات لصادراتها من الحبوب والأسمدة.

وقالت الاستخبارات البريطانية، أمس، يبدو أن روسيا تستخدم الطائرات بدون طيار كبديل للأسلحة الدقيقة طويلة المدى التى أصبحت نادرة، موضحة أن روسيا توظف عددًا كبيرًا من المُسيّرات الإيرانية من طراز شاهد- 136 لاختراق الدفاعات الجوية الأوكرانية المتماسكة، وأن روسيا تواصل استخدام الطائرات الإيرانية بدون طيار ضد أهداف فى جميع أنحاء أوكرانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن القوات المسلحة قضت على 20 عسكريًا أوكرانيًا ودمرت عربات قتالية خلال محاولة تقدم للعدو على محور كراسنى ليمان.

فى حين أعلن قائد مركز تشكيل القوات فى العاصمة كييف، يورى ماكسيموف، أن القوات الأوكرانية بحاجة إلى المزيد من التجنيد، وسيتم استدعاء جميع الرجال المؤهلين للخدمة العسكرية. وقال ماكسيموف إن «التعبئة ستستمر، هناك حاجة إلى المزيد من العناصر البشرية، يجب علينا زيادة إمكاناتنا، ونرى جميعًا أن جيشنا ينفذ عمليات هجومية بثقة فى مناطق معينة. بالطبع يجب أن يكون لدينا عدد أكبر من الأفراد». وأشار ماكسيموف إلى أن التعبئة الآن على «أعلى مستوى»، وسيستمر إصدار مذكرات استدعاء الجنود فى أى مكان وفى أى وقت وستطال جميع الاحتياط دون سن الستين.

من جهة أخرى، قالت وكالة «سبوتنيك» فى دونباس إن مهندسى القوات الروسية يعملون على تعزيز خط الدفاع فى منطقة سفاتوفو كريمينايا، وقال ضابط هندسة فى الجيش الروسى إنهم يقومون بنصب حواجز للدبابات حتى لا تتمكن المركبات المدرعة للعدو من قطع الخط الدفاعى.

فى غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكرانى المحافظين فى المدن لمراقبة استخدام الطاقة الكهربائية، وذلك على خلفية الانقطاعات الواسعة فى أوكرانيا. وقال زيلينسكى فى خطابه: «فى الكثير من المدن والمناطق تضطر شركات الكهرباء للجوء إلى جداول الانقطاعات للاستقرار. هذا يتم من أجل أن تكون الطاقة متاحة للجميع فى الظروف التى يستحيل فيها إنتاج الكميات اللازمة من الطاقة».

من جهة أخرى، قال مكتب رئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوسى، إنها ستشارك فى قمة منصة القرم، هذا الأسبوع، التى ستعقد بالعاصمة الكرواتية زغرب، وتهدف لدعم استقلال أوكرانيا وعودة شبه جزيرة القرم إلى كييف.


الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock